محمود أبو السعود يكتب : المتاجرة بأحلام المرضي جريمة تستحق العقاب - صحيفة الشرق الاوسط الدولية

مساحة اعلانية..

اخر الأخبار

محمود أبو السعود يكتب : المتاجرة بأحلام المرضي جريمة تستحق العقاب

السيناريست محمود ابو السعود يهاجم الاعلانات الخاصة بالتبرعات

أموال الإعلانات أحق بالمرضي 


 

من المؤسف أن أضع عنوان مقالي هذا ولكن الواقع يفرض علينا أن نستيقظ ونصرخ بأعلى صوت ونردد ... إلي متى نظل نبتز ونصمت إلي متى نظل نسرق ونصمت إلي متى نظل ننزف ونصمت إلي متى نظل نهان ونصمت .

إننا نعاني أشد المعاناة كل موسم وخاصة في شهر رمضان المبارك نري عبث ينشر ويخرج علينا عبر الشاشات ويحثنا علي التبرع فتارة نجد إعلانات تكلف الملايين حتى يتم إنتاجها لكي تعرض علينا ويريدون أن يحثونا علي التبرع لهؤلاء المؤسسات والمستشفيات ومن واجبي أن أطرح علي المسئولين عن هذه الإعلانات سؤال يراودني كل عام ماذا لوا أنفقتم هذه الأموال التي تصرف علي الإعلانات فهل تحتاجون إلي تبرع من الآخرين ؟

سؤال يطرح نفسه فنجد الشركات التي تقوم بعمل إعلانات بتكلفة الملايين لكي نشاهده ويزيد نسبة مبيعاتهم فهذا حقهم مثال الشركات العقارية التي تعلن عن وحدات سكنية بملايين الجنيهات فلا بأس أن تصرف مليوني جنيه علي الإعلانات حتى تستفيد من بيع الوحدات السكنية لديها .

أما المستشفيات التي تحتاج تبرع وهي قامت بصرف ملايين علي الإعلانات وقامت بالتعاقد مع النجوم للخروج علينا بأن نتبرع لهؤلاء فالمنطق يقول لا أصرف مليون حتى استفيد من التبرع ولكنى أصرف مليون حتى أستفيد من مبيعات تغطي المليون .

ويستحضرني مشهد للعملاق الكوميدي الفنان فؤاد المهندس والفنان القدير حسن مصطفي في فيلم أرض النفاق عندما أراد عويجة أفندي استلام تكلفة شنكل ثمنه 3 مليم وقام بصرف أكثر من 9 جنيهات حتى يتم حصوله علي 3 مليم فهل يعقل أن نصرف ملايين علي إعلانات المستشفيات والمؤسسات الصحية في مقابل إننا ننتظر التبرع ؟

يجب التوقف عن هذه المهازل الإعلانية التي جعلتنا أضحوكة في عيون العالم والتناقض الذي يبين لنا بأننا ذوي أوجه متعددة فتارة يعلنون عن وحدات سكنية وعقارات بملايين الجنيهات وتارة يريدون التبرع للمؤسسات والمستشفيات وللأسف يتاجرون بمرضي السرطان والحروق وحسبي الله ونعم الوكيل .

فالجميع خارج مصر ينظر إلينا بنظرة سخرية فكيف يطلبون تبرعات وهم يعرضون منتجعات وشقق ووحدات تجارية بملايين في أفخم الأماكن بمصر ما هذا التناقض ولمصلحة من .

رسالة إلي من يهمه الأمر ....

لا داعي للإعلانات بشكل مبالغ فيه أوقفوا هذه الإعلانات التي تكبد الدولة والمؤسسات أموال طائلة لوا تم توفيرها لصالح المرضي لما احتاجت هذه المؤسسات لأي تبرع ولكن للأسف مادام مات الضمير فليفعلوا ما يريدون وعند الله تجتمع الخصوم .

يجب توفير تكاليف ميزانيات الإعلانات التي تحث علي التبرع ويتم وضعها في صندوق لصالح المرضي لكي تساهم في علاج المرضي 

 


ليست هناك تعليقات